الحوار مع أصحاب الأديان مشروعيته وشروطه وآدابه إعداد
د. أحمد بن سيف الدين تركستاني
الأستاذ المشارك بقسم الإعلام
كلية الدعوة والإعلام - جامعة الإمام
بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيمكن للمرء أن يسمي هذا العصر بعصر تقارب الثقافات وتعايشها وتحاورها. وما سبق أن توقعه البروفيسور (مارشال ماكلوهان) قبل نحو أربعين عاماً تحقق إلى حد كبير، إذ إن الدفع التقني مضى قدماً إلى الأمام بأسرع مما كان يدور في خلد ذلك المنظر الإعلامي الرائد. من كان يتصور قبل عقود قليلة أن شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) يمكن أن تربط العالم بهذا الشكل سواء بنقل المعلومات فورياً، أو بالسماح بالحوار عبر المعمورة بحرية كاملة وتكاليف قليلة هي رمزية في معظم الأحيان؟! هذا فضلاً عما حدث من تقدم في وسائل الاتصال الأخرى، وتيسر السفر والانتقال والتبادل التجاري وغير ذلك من الوسائل التي توفر فرصاً لا تحصى للقاء بين الشعوب والتعرف على مختلف الثقافات والحضارات.