صدام الحضارات عقد بعض المنظرين الغربيين نظريات حول عقم حوار الحضارات والثقافات وانتهوا إلى أن الحوار الإيجابي بين الحضارات قد انتهى بتطورها إلى شكل الحضارة الغربية الليبرالية الحاضرة ولم يبق أي أمل أو فائدة لحوار، وهذا ما أورده (فرانسيس فوكو ياما) صاحب نظرية (نهاية التاريخ) في صورتها الحالية. وإذا كان (فوكو ياما) قد انتهى إلى أن التطور في خط التاريخ البشري قد تكلل بانتصار الليبرالية واندحار الاشتراكية، فإن (صموئيل هنتنجتون) صاحب نظرية (صراع الحضارات) يزعم أن أعنف معارك التاريخ هي التي لم تقع بعد. وأنها لن تكون على صعيد الدول القومية ولا على صعيد المحاور الفكرية، وإنما ستتطور إلى مستوى أعلى هو مستوى الحضارات البشرية التي هي أوسع كيان ثقافي ينتمي إليه الإنسان.
إن وحدة التحليل عنده هي الحضارة. ومع أنه يعترف بأن العامل الحضاري عامل شديد التعقيد، إلا أنه يزعم مع ذلك أنه قد سيطر عليه - ولكن مجرد الاطلاع العابر على تعريفه للحضارة يؤكد أنه لم يصل إلى تعريف دقيق الحد لذلك المفهوم.