إن (هنتنجتون) ليس مؤرخاً راسخاً (كتوينبي) مثلاً، ولا عالم اجتماع ضليع كماكس فيبر، ولذلك فهو ينزلق في الأخطاء المتوالية. إنه يقول مثلا في تأكيده لتعريفه ذاك للحضارة:" إن العرب والصينيين والغربيين ليسوا جزءاً من أي كيان حضاري أوسع ". وهذا خطأ محض، لأن العرب جزء من الحضارة الإسلامية التي هي الوحدة الكبرى، ولا يوجد شيء يسمى بالحضارة العربية بمعزل عن الحضارة الإسلامية، ولا شيء يسمى بالحضارة الإسلامية بمعزل عن الثقافة العربية. إن خطأ هنتنجتون هنا هو في مرادفته ما بين العرب والإسلام، وعدم إدراكه أن العرب لا يمثلون أكثر من خمس مسلمي العالم الذين تمتد رقعتهم الجغرافية حتى أوربا والصين، وهو الأمر الذي يلغي مقولة هنتنجتون الثانية بأن الغربيين أو الصينيين لا يمكن أن يكونوا جزءاً من أي كيان حضاري أوسع.