يُتقرَّب به إلى الله ويحصل به الظفر بالجنَّة والسلامة من النار أداء الفرائض، وهي في هذا الحديث أركان الإسلام الخمسة التي جاءت في حديث جبريل وحديث ابن عمر:"بُني الإسلام على خمس"، وقد جاء في الحديث القدسي:"وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبُّ إليَّ مِمَّا افترضته عليه"، وقوله:"تعبد الله ولا تشرك به شيئاً" مشتملٌ على بيان حقِّ الله، وهو إخلاص العبادة لله، ويدخل في ذلك شهادة أنَّ محمداً رسول الله؛ لأنَّ عبادةَ الله لا تُعرف إلاَّ بتصديقه صلى الله عليه وسلم، والعمل بما جاء به، وكلُّ عمل يُتقرَّب به إلى الله لا ينفع صاحبَه إلاَّ إذا كان خالصاً لله ومبنيًّا على اتِّباع سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشهادتان متلازمتان، لا بدَّ مع شهادة أن لا إله إلاَّ الله من شهادة أنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكِرت في الحديث هذه الأركان مرتَّبة حسب أهميَّتها، وقُدِّمت الصلاة لكونها صلة وثيقة بين العبد وبين ربِّه؛ لتكرُّرِها في اليوم والليلة خمس مرَّات، وذكر بعدها الزكاة؛ لأنَّها لا تأتي في العام إلاَّ مرَّة واحدة، ونفعها يحصل لدافع الزكاة والمدفوعة إليه، ثم بعد ذلك الصيام؛ لتكرُّره في كلِّ عام، وبعده الحج؛ لأنَّه لا يجب في العمر إلاَّ مرَّة واحدة.
٤ قوله:"ألاَ أدلُّك على أبواب الخير؟ الصومُ جُنَّة، والصدقةُ تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، وصلاةُ الرجل في جَوف الليل، ثم تلا:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} "، حتى بلغ {يَعْلَمُونَ} لَمَّا بيَّن صلى الله عليه وسلم الفرائضَ التي هي سبب في دخول الجنَّة والسلامة من النار، أرشد صلى الله عليه وسلم إلى جملة من النوافل التي يحصل للمسلم بها زيادة الإيمان وزيادة الثواب وتكفير الذنوب، وهي الصدقة والصيام وقيام الليل، وقال عن الصوم:"الصومُ جُنَّة"، والجُنَّة هي الوقاية، والصوم وقاية في