للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكتاب، كعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال أبو هريرة رضي الله عنه: "ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدٌ أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب" (١) .

كما كان للنهي عن الكتابة ثمرة عظيمة: هي اتساع المجال أمام القرآن الكريم حتى يأخذ مكانه في الكتابة، ويثبت في صدور الحفاظ، "أو أن النهي كان خاصاً بكتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة والإذن في تفريقهما" (٢) .

أو أن النهي متقدم والإذن ناسخ له عند الأمن من الالتباس. وهو أقرب الآراء. وممن روى عنه كراهة الكتابة في الصدر الأول "عمر،

وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى، وأبو سعيد الخدري"، وممن روى عنه إباحة ذلك أو فعله: "علي وابنه الحسن وأنس وعبد الله

بن عمرو بن العاص" (٣) .

قال البلقيني: وفي المسألة مذهب ثالث وهو الكتابة والمحو بعد الحفظ (٤) .

وأرى أن النهي عن الكتابة كان عاماً في بادئ الأمر، وخَصَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بالإذن في الكتابة لأسباب منها: أن البعض لا يوثق


(١) صحيح البخاري (مع فتح الباري) ج١ ص١٨٤، وجامع بيان العلم ج١ ص٨٤ ورواه الدارمي ج١ ص١٠٣.
(٢) حاشية الدارمي ج١ ص١٠٣ وتدريب الراوي ص٢٨٧.
(٣) مقدمة ابن الصلاح ص٧١.
(٤) تدريب الراوي ص٢٨٥.

<<  <   >  >>