ومع هذا يصدق في هذا كله من التضاد الواضح، وقد خرج المختار في آخر عصر الصحابة وتبعه فئام كثير، فهل يقول بعد هذا البيان أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- قد يميل إلى مطالعة أخبار من ادعوا النبوة ويكتم هذا الفكر في نفسه، كما قال ذلك إمام كفرهم وضلالهم من استحوذه الشيطان وزجه في بحر الضلالة والطغيان أحمد بن زيني دحلان، حيث زعم أن الشيخ محمداً كان يدعي النبوة في باطن الأمر ويخفيه من العامة، فهل يقول هذا عالم يخاف الله ويتقيه ويخشى سطوته يوم يلاقيه، وإنما يخشى الله من عباده العلماء، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأما قوله: فلما مات أبوه في نحو سنة ١١٤٣ ابتدأ بإظهار مذهبه حتى سنة ١١٥١ فأشهر أمره وأظهر دعوته وعقيدته في نجد وأطرافها إلى آخر كلامه.
فأقول: قد قدمنا في بيان دعوة الشيخ إلى دين الله ورسوله حقيقة ما كان عليه وما كان يعتقده ويدين الله به وأنه كان على ما كان عليه السلف الصالح والصدر الأول فأغنى من إعادته ها هنا.
وأما قوله: وكان يسمي جماعته من أهل بلده الأنصار، ويسمي من يتبعه من غيرهم المهاجرين.
فالجواب أن يقال نسبة هذا الكلام إلى الشيخ كذب ظاهر وفرية معلومة فإن الشيخ لم يكن يسمي أهل بلده ولا من هاجر إليه بهذه التسمية على أن هذا لا يعاب به الشيخ لأنه جار على قانون العلم وأصوله فلا غرو من هذا ولا بدع فإن هذا من نصر الله ورسوله ودينه وشرعه حقيق أن يسمى بهذا الاسم وكذلك من هاجر إلى الله ورسوله، فإن من ترك بلداً يظهر فيه الشرك أو