قال الملحد: المسألة الثانية في التوسل والزيارة ثم ذكر مخرقة لا فائدة في الجواب عنها، ثم قال: وقد يرمي الإنسان في شرك الشرك من طريق الطاعة كما رمى الوهابين وإخوانهم بإغوائهم على أن التوسل بجباه الرسول عليه الصلاة والسلام وزيارة قبره الشريف شرك بالله ومناف للتوحيد وأغواهم بما جاء في القرآن العظيم بحق المشركين فذهب بأيمانهم تحت ستار العبادة وغرس في قلوبهم بغض رسول الله ومعاداته بتعطيل الطاعة ففسروا الزيارة بمعاني عبادة الأوثان وشبهوا التوسل بما يفعله مشركو العرب وغيرهم، فانظر ما أشقاهم وأحمقهم وأبعدهم عن الحق ولو صح لهم هذا التأويل الباطل لكانوا هم أشد الناس شر، لأنهم يزورون الأمراء والحكام ويتزلفون إليهم ويتوسلون ببعضهم في حوائجهم بكل قول وعمل وربما خاب أملهم بما يرجون إلى آخر كلامه. والجواب: ومن الله استمد الصواب، أن يقال لهذا الملحد الضال المضل الذي ختم الله على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة فوقع في شرك الشرك العظيم ونهج منه المنهج الوخيم وسلك في طريق أصحاب الجحيم ونكب عن طريقة أهل الدين القويم والصراط المستقيم فبعدا للقوم الظالمين: قد كان من المعلوم أن الوهابية لا يقولون أن التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه وحقه وزيارة قبره الشريف شرك بالله بل هذا من الكذب الموضوع على الوهابية وهم، ولله الحمد، فيما يقولونه وينتحلون على صراط مستقيم ولا يقولون بجهل الجاهلين وانتحال المبطلين الزائغين عن الدين القويم بل يقولون إن التوسل بجاه النبي –صلى الله عليه وسلم- من البدع المحرمة المحدثة في الإسلام لأنه لم يرد نص عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا من بعدهم من سلف الأمة وأئمتها المهتدين