اتباعه فيما يقوله وإن لم يكن من القرآن، وأيضا فرسالته اقتضت صدقه فيما يخبر به عن الله تعالى من القرآن، وغير القرآن فوجب بذلك تصديقه فيما أخبر به وإن لم يكن ذلك من القرآن وإذا كان هذا هو معتقد الوهابية فأي عيب يوجه إليهم وأي بيان أوضح من هذا البيان؟ فقد وضح الحق واستبان وما بعد الحق إلا الضلال.
وأما قوله: ثانياً قوله حيث إن محمداً بلغ القرآن ومات فعند نزول آخر آية من القرآن انتهت رسالة محمد وانقطعت عنه حقوق الرسالة، وهذا معنى تسميته طارشاً ومعناه عندهم مرسل جاء برسالة فبلغها وذهب فلا علاقة للناس فيه، والالتفات إله شرك.
فالجواب أن يقال: أما دعواه أنا نسمي النبي –صلى الله عليه وسلم- طارشاً وأن معناه عندنا مرسل جاء برسالة إلى آخره فهذه كذب وزور وفجور ما تكلم أحد من الوهابية بهذا الكلام الذي لا يحكيه إلا أشباه الأنعام ومن المعلوم أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- بلغ القرآن ومات وقد أكمل الله به الدين وبلغ البلاغ المبين، وأن دينه باقي إلى يوم القيامة، وأن الصحابة –رضي الله عنهم- قاموا بهذا الدين بعد نبيهم وكذلك التابعون لهم بإحسان، وأنه لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، وأنه لا خير إلا دل أمته عليه ولا شر إلا حذرها عنه، فحقوقه –صلى الله عليه وسلم- ورسالته لم تنقطع بل هي باقية إلى يوم القيامة، قال الله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} الآية والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه والرد إلى رسوله هو الرد إلى سنته، وقال تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وقوله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ