للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد عيروه بأنه قد كان في ... وادي حنيفة دار من لم يسعد

قلنا لهم ما ضر مصر بأنها ... كانت لفرعون الشقي الأطرد

وكذا النماردة الفراعنة الأولى ... كانوا بأرض الله أهل تردد

ذا قال أنا رب وذا متنبئ ... هم في بلاد الله أهل تردد

يمناً وشاماً والعراق ومصرها ... من كل طاغ في البرية مفسد

فبموتهم طابت وطار غبارها ... وزهت بتوحيد الغله المفرد

إن المواطن لم تشرف ساكناً ... فيها ولا تهديه إن لم يهتد

من كان لله الكريم موحد ... لو مات في جوف الكنيف المرد

وبعكسه من كان يشرك فهو لم ... يفلح ولو قد مات وسط المسجد

خرج النبي المصطفى من مكة ... وبقي أبو جهل الذي لم يهتد

إن الأماكن لا تقدس أهلها ... إن لم يكونوا قائمين على الهدى

لو أنصفوا لرأوا له فضلاً على ... إظهار ما قد ضيعوه من اليد

ودعوا له بالخير بعد مماته ... ليكافئوه على وفاق المرشد

لكنهم قد عاندوا وتكبروا ... ومشوا على منهاج قوم حسد

ورموه بالبهتان والإفك الذي ... هم يعملون به ومنهم ييبتدي

كمقالهم هو للمتابع قاطع ... بدخول جنات وحور خرد

حاشا وكلا ليس هذا شأنه ... بل إنه يرجو بها لموحد

قالوا له أشقى الورى مع كونه ... ينهي عن الأنداد للمتفرد

قالوا له يا سالكاً طرق الردى ... لم لا تسير على الطريق الأرشد

وهمو يرون الشمس ظاهرة لهم ... لن أعمى القلب ليس بمهتد

قالوا له يا كافراً يا فاجراً ... ما ضره قول العداة الحسد

<<  <   >  >>