أهل الإسلام ولا أبحاثهم فلذلك ضربنا عن جوابه صفحاً وطوينا عليه كشحاً ومن أراد الاطلاع على حقيقة هذه المسألة وتنقيحها وتقرير الأدلة وتحرير أقوال العلماء بتوضيحها وذكر ما ورد في حياة الأنبياء والشهداء والأحاديث الواردة في ذلك فعلية بمطالعة كتاب "الروح" في الكلام على أرواح الأموات والأحياء لابن القيم –رحمه الله- ونذكرها هنا كلامه في "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية"، والمقصود بذلك أن يعلم من أراد الحق تحقيق الكلام فيها بأوضح بيان بأدلته عن أهل العلم والإيمان، وأما هؤلاء الملاحدة الزنادقة فلا يزيدهم ذلك إلا عتواً ونفوراً وتكبراًَ عن قول الحق تعنتاً وفجوراً، وكان ذلك تسويلاً من الشيطان لهم وغروراً، قال ابن القيم –رحمه الله تعالى-: فصل في الكلام في حياة الأنبياء في قبورهم:
ولأجل هذا رام ناصر قولهم ... ترقيعه يا كثرة الخلقان
قال الرسول بقبره حي كا ... قد كان فوق الأرض والرجمان
من فوق أطباق ذاك التراب ... واللبنات قد عرضت على الجدران
لو كان حياً في الضريح حياته ... قبل الممات بغير ما فرقان
ما كان تحت لأرض بل من فوقها ... والله هذي سنة الرحمن
أتراه تحت الأرض حياً ثم لا ... يتفيهموا بشرائع الإيمان
ويريح أمته من الآراء والخلف ... العظيم وسائر البهتان
أم كان حياً عاجزاً عن نطقه ... وعن الجواب لسائل لهفان
وعن الحراك فما الحياة اللاء قد ... أثبتموها أوضحوا ببيان