للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إرخاؤها أعني الذؤابة خلفه ... لا في اعتياد عمامة الإنسان

إن العمامة لبسها متقدم ... فيما مضى من سالف الأزمان

قبل النبوة ثم فيما بعدها ... لا يختفي إلا على العميان

والمصطفى سن الذؤابة بعد ذا ... فيما حكاه العالم الرباني

أعني أبا العباس أحمد ذي التقى ... من فاق في علم وفي إتقان

لكنكم لم تقتدوا بنبيكم ... في لبسها يا معشر الإخوان

ليست محنكة وليست كلها ... للرأس ساترة وذا الوصفان

لا بد في لبس العمامة منهما ... في العادة المعلومة التبيان

أنتم جعلتم "غترة" من فوقها ... تلك العصابة يا ذوي العرفان

والمصطفى والصحب كان معهم ... فوق "القلانس" ليس ذا نكران

فتركتموا هذا وجئتم غيره ... بعصابة زياً بلا برهان

وجعلتموا هذا شعاراً فارقاً ... بين الأفاضل عن ذوي الطغيان

كالمسلمين ذوي الجهاد وغيرهم ... اللابسي زياً من الألوان

مثل "العقال" وغيره من زيهم ... مما أبيح لسائر الإنسان

يا ويلكم من قال هذا قبلكم ... من كل ذي علم وذي عرفان

هذا كلام الشيخ فيما قد مضى ... في النهي عن هذا عن الأعيان

من كل ذي فقه وعلم بالذي ... قد قاله من خص بالقرآن

هذا ولم ننكر عليكم لبسها ... أعني العصائب معشر الإخوان

لكنما الإنكار منا جعلكم ... هذا شعاراً عن ذوي الطغيان

أن لا يصيروا مثل هذا الجند في ... هذا اللباس بغير ما برهان

بل بالتعمق والتعسف منكمو ... بالرأي تشريعاً من الشيطان

<<  <   >  >>