للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فسادهم، ولا يشغلونهم بأسباب الكائنات كما تفعل الفلاسفة، فإن ذلك كثير التعب قليل الفائدة أو موجب للضرر.

والكلام (١) في بيان تأثير بعض هذه الأسباب قد يكون فيه فتنة لمن ضعف عقله ودينه، بحيث (٢) يختطف عقله فيتألهه (٣) إذا لم يرزق من العلم والإيمان ما يوجب له الهدى واليقين، ويكفي العاقل أن يعلم أن ما سوى المشروع لا يؤثر بحال، فلا منفعة فيه أو إنه إن أثر فضرره أكثر من نفعه، كما أن ثعلبة لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بكثرة المال ونهاه صلى الله عليه وسلم عن ذلك مرة بعد مرة، فلم ينته حتى دعا له، فكان ذلك سبب شقائه في الدنيا والآخرة (٤) ، وكم من عبد دعا


(١) في هامش: (الأصل) : "مطلب عظيم فرحمة الله عليه من عالم".
(٢) سقطت من "ش": "بحيث".
(٣) في "الاقتضاء": "فيتأله".
(٤) القصة قد أخرجها: ابن جرير في "تفسيره": (١/١٣٠) ، وابن الأثير في "أسد الغابة": (١/٢٨٣) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب": (١/٢٠١) ، وابن حزم في "المحلى": (١/٢٠٨) ، كلهم من حديث أبي أمامة الباهلي.
وهذا الحديث في سنده "علي بن يزيد الألهاني" قال البخاري في "التاريخ الكبير": (٦/٣٠١) : "منكر الحديث"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال مرة: "متروك".
وقال الذهبي في "المغني" ص ٤٥٧: "ضعفوه، وتركه الدارقطني".
والقصة قد ضعفها عدد من الحفاظ كابن حزم في "المحلى": (١١/٢٠٧و ٢٠٨) ، والبيهقي انظر "فيض القدير": (٤/٤٢٧) ، وابن الأثير في "أسد الغابة":
(١/٢٨٥) ، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن": (٨/٢١٠) ، والذهبي في"تجريد أسماء الصحابة": (١/٦٦) .
وقال الألباني في "الضعيفة": (ح/٤٠٨١) : "وهذا إسناده ضعيف جداً كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف": (٤/٧٧/١٣٣) وعلته علي بن يزيد الألهاني. قال الهيثمي في "المجمع": (٧/٣١-٣٢) رواه الطبراني وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك".

<<  <   >  >>