للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دعاء غير مباح حاجته في ذلك الدعاء، فكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة، كأقوام ناجوا الله في دعواتهم بمناجاة فيه جرأة على الله واعتداء لحدوده، وأعطوا طلبتهم فتنة؛ ولم يشاء الله/ سبحانه، بل أشد من ذلك،

ألست ترى السحر، والطلسمات (١) والعين، وغير ذلك من المؤثرات في العالم بإذن الله؟ قد يقضي بها كثير من أغراض النفوس ومع هذا فقد قال تعالى:

{وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} إلى قوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون} (٢) .

ومن هنا يغلط (٣) كثير من الناس: يبلغهم أن بعض الأعيان (٤) عبدوا عبادة أو دعوا دعاء وجدوا أثر تلك العبادة [وذلك] (٥) الدعاء، فيجعلون ذلك دليلاً على استحباب (٦) ذلك، فيجعلونه سنة كأنه قد فعله نبي، وهذا غلط، وقد علمت جماعة ممن سأل حاجته من بعض المقبورين من الأنبياء والصالحين. وليس ذلك بشرع يتبع ولا سنة، وإنما يثبت استحباب الأفعال (٧) واتخاذها


(١) في (المطبوعة) : "الطلمسات" وهو تحريف. وفي هامش: (الأصل) : "وهي ما يجعل من الطلاسم بواسطة الشياطين قاله شيخنا دامته إفادته".
قلت وهي: "خطوط وأعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السلفية. لجلب محبوب أو دفع أذى"انظر "المعجم الوسيط:
(٢/٥٦٢) .
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٠٢و ١٠٣.
(٣) في هامشك (الأصل) : "هنا تأمل".
(٤) في "الاقتضاء": "من الصالحين".
(٥) ما بين المعقوفتين إضافة من: "الاقتضاء".
(٦) في "الاقتضاء": "استحسان تلك العبادة والدعاء ويجعلون ذلك العمل سنة".
(٧) في هامش: (الأصل) : "مطلب فيما يثبت فيه الأفعال".

<<  <   >  >>