للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليكم (١) دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون (٢) ، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين. نسأل الله لنا ولكم العافية. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم" (٣) .

وأما أن يقصد بالزيارة سؤال الميت والأقسام على الله به أو استجابة (٤) الدعاء عند تلك البقعة، فهذا لم يكن من فعل أحد من سلف الأمة، لا الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، ولم يوجد في عصرهم من يستشفع بالأموات ويتوسل بهم، وإنما الثابت عنهم ترك ذلك، كما فعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما، فإنهم عدلوا في التوسل إلى دعاء الأحياء (٥) ، لحضورهم وقدرتهم على الدعاء؛ لأنهم في دار العمل، وأما الأموات فانتقلوا عنها، وقد فارقت أرواحهم، [وأجسامهم] (٦) تحت الثرى، وأرواحهم في الرفيق الأعلى.

فسبحان الله، والله أكبر‍‍‍‍ ‍ فكيف جاز في عقول من جعل الله له عقلاً أن يعدل عن سؤال (٧) القريب المستجيب- وقد وعد من سأله الإجابة، وهو القادر على كل شيء، العليم (٨) بكل شيء، لا يخفى عليه شيء من أقوال خلقه


(١) في هامش (الأصل) : "أهل..".
(٢) في "ش": "لاحقون".
(٣) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها
(ح/٩٧٤) .
(٤) في جميع النسخ: "واستجابة ... "، والمثبت من: "الاقتضاء".
(٥) في "ش": "الأنبياء".
(٦) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".
(٧) في "ش": "دعاء".
(٨) في "ش": "العالم".

<<  <   >  >>