للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيَرْضَى} (١) ، وقال تعالى (٢) : {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣) فبيَّن سبحانه أن اتخاذ الملائكة والنبيين أرباباً كفر) .

وقال –رحمه الله تعالى- (٤) : (والأعمال الدينية لا يجوز أن تتخذ سبباً إلا أن تكون مشروعة، فإن العبادات مبناها على التوقيف، فلا يجوز للإنسان أن (٥) يشرك بالله فيدعو غيره، وإن ظن أن (٦) ذلك سبب لحصول بعض أغراضه، وكذلك لا يعبد الله بالبدع والمخالفة للشريعة؛ وإن ظن ذلك، فإن الشياطين قد تعين الإنسان على بعض مقاصده إذا أشرك.

فما أمر الله به فمصلحته راجحة، وما نهى عنه فمفسدته راجحة.

والمقصود هنا: أن من أثبت وسائط بين الله وبين خلقه، كالوسائط التي تكون بين الملوك والرعية فهو مشرك، بل هذا دين المشركين عباد الأوثان، وهو من الشرك الذي أنكره الله تعالى على النصارى حيث قال: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون} (٧) .


(١) سورة النجم، الآية: ٢٦.
(٢) سقطت "تعالى"في: "م" و"ش".
(٣) سورة آل عمران، الآية:٨٠.
(٤) انظر"الفتاوى": (١/١٣٤) ، و"تعالى" سقطت من (المطبوعة) .
(٥) سقطت "أن" من: "م".
(٦) سقطت "أن" من: "م".
(٧) سورة التوبة، الآية: ٣١.

<<  <   >  >>