للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم ذكر-رحمه الله تعالى-نحو ما تقدم من قوله: "فإن الله تعالى (١) جعل الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وسائط في تبليغ أمره ونهيه ووعده ووعيده، وليس لأحد طريق إلى الله إلا بمتابعة الرسول للخاصة أو العامة فهو كافر بالله ورسوله، مثل من زعم أن من خواص الأولياء والعلماء والفلاسفة وأهل الكلام والملوك من له طريق إلى الله غير متابعة الرسول [صلى الله عليه وسلم] (٢) ، ويذكرون في ذلك من الأحاديث المفتراة ما هو من أعظم الكفر والكذب، كقول بعضهم: أن الرسول صلى الله عليه وسلم استأذن على أهل الصفة فقالوا: اذهب إلى من أنت رسول إليه، وقال بعضهم إنهم/ (٤ لما (٣) أصبحوا (٤) ليلة المعراج؛ فأخبروه بالسر الذي ناجاه الله به، وأن الله أعلمهم بذلك بدون إعلام الرسول، وقال بعضهم: أنهم قاتلوا في بعض الغزوات مع الكفار، وقالوا من كان الله معه كنا معه، وأمثال هذه الأمور (٥) التي هي من أعظم الكفر والكذب.

ومثال احتجاج بعضهم في قصة الخضر وموسى عليهما السلام على أن من الأولياء من يستغني عن محمد صلى الله عليه وسلم كما استغنى (٦) الخضر عن موسى، ومثل قول بعضهم: أن خاتم الأولياء له إلى الله طريق يستغني به عن خاتم


(١) ليست "تعالى" في "م " و"ش"، وانظر قول شيخ الإسلام هذا في "الفتاوى ":
(١١/٣٧) .
(٢) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".
(٣) سقطت من "م" و"ش": "لما".
(٤) ما بين القوسين سقطت من: (المطبوعة) .
(٥) في (المطبوعة) : "العقائد" وهو تحريف.
(٦) في "م": "كما يستغني".

<<  <   >  >>