للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه، -كما ذكر عمر رضي الله عنه-لفعلوا ذلك بعد موته، ولم يعدلوا عنه إلى العباس، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما يفعل بالأحياء دون الأموات، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم، فإن الحي يطلب منه ذلك، والميت لا يطلب منه شيء لا دعاء ولا غيره.

وكذلك حديث الأعمى (١) ، فإنه طلب (٢) من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه، فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه، وأن قوله: "إنا [كنا] (٣) نتوسل إليك بنبينا" (٤) ، فلفظ التوجه والتوسل في الحديث بمعنى واحد، ثم قال: "يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي بحاجتي ليقضيها، اللهم شفعه في" (٥) ، فطلب من الله أن يشفع فيه


(١) سقطت من (المطبوعة) : "حديث".
(٢) في "ش": "يطلب".
(٣) ما بين المعقوفتين إضافة من: "مصادر التخريج".
(٤) سبق تخريجه.
(٥) أخرجه الإمام أحمد (٤/١٣٨) ، والترمذي في "الدعوات: (٥/٥٣١)
(ح/٣٥٧٨) وقال: "حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومن حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي"، والنسائي في "اليوم والليلة": (ص ٤١٧) ، وابن ماجه في إقامة الصلاة باب ما جاء في صلاة الحاجة: (١/٤٤١) (ح/١٣٨٥) .ثم قال: "قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح"، والحاكم: (١/٣١٣، ٥١٩) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في "الدلائل": (٦/١٦٦، ١٦٧) كلهم من طريق شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف مرفوعاً وفيه قصة، والحديث سنده صحيح.
وقول الإمام الترمذي: "أبي جعفر هو غير الخطمي" قد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "الفتاوى": (١/٢٦٦) وقال: "هكذا وقع في الترمذي وسائر العلماء قالوا: هو أبو جعفر الخطمي، وهو الصواب". وتابع شعبة حماد بن سلمة أخرجه الإمام أحمد (٤/١٣٨) ، والنسائي في "اليوم والليلة"ص ٤١٧.

<<  <   >  >>