للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نبيه، وقوله: "يا محمد" هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب، كما يقول المصلي: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" والإنسان يفعل مثل هذا يخاطب من يتصوره في نفسه، وإن لم يكن في

الخارج من يسمع الخطاب.

فلفظ التوسل بالشخص فيه إجمال واشتراك، غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة: يراد به التسبب [به] (١) لكونه داعياً وشافعاً مثلاً، أو لكون (٢) الداعي محباً له، مطيعاً لأمره مقتدياً به، فيكون التسبب إما بمحبة السائل له واتباعه له، وإما بدعاء الوسيلة وشفاعته، ويراد به الأقسام به والتوسل بذاته، فلا يكون التوسل لا شيء منه، ولا شيء من السائل، بل ذاته (٣) ، أو مجرد الأقسام به على الله، فهذا الثاني هو الذي كرهوه ونهوا عنه.

ومن الأول حديث الثلاثة الذين –آووا إلى الغار، وهو في الصحيحين وغيرهما، فإن الصخرة انطبقت عليهم، فقالوا: "ليدع كل رجل منكم بأفضل عمله" (٤) وذكر الحديث، فهؤلاء دعوا الله سبحانه (٥) بصالح الأعمال، لأن


(١) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش" و"الاقتضاء".
(٢) في جميع النسخ: "ليكون"، والمثبت من "الاقتضاء".
(٣) في "الاقتضاء": "بل بذاته ... ".
(٤) أخرجه البخاري في الإجارة باب من استأجر أجيراً (ح/٢٢٧٢) ، ومسلم في الذكر
باب قصة أصحاب الغار الثلاثة (ح/٢٧٤٣) .
(٥) سقطت من (المطبوعة) : "سبحانه".

<<  <   >  >>