للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكرامة فعل الله تعالى، وليست فعلاً لمن وقعت له، ومن أحين مناقب عبد القادر أن إبليس تراءى له في غمامة فقال: أنا ربك وقد أبحت لك المحارم، فقال له (١) : اخسأ أنت إبليس، إن الله لا يأمر بالفحشاء، أو قال (٢) : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن} (٣) فرحم الله عبد القادر، فلقد كان لا يرضى بما (٤ قد كانوا ٤) (٤) يفعلونه معه، ولا بمثل قطرة منه.

وأعظم المحارم التي ينكرها ما كان يفعل اليوم وقبله عند ضريحه من الشرك الذي لا يغفره الله، فإنه أعظم ذنب عصى الله (٥) به، لا يرتاب في هذا مؤمن (٦) .

وهذا الذي ذكرناه على سبيل التمثيل، وإلا فبناء المساجد، والمشاهد على القبور وعبادتها، قد عمت به (٧) البلوى في كثير، وقد (٨) لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا" (٩) ، وقال لأم سلمة لما ذكرت له كنيسة رأتها (١٠) بأرض الحبشة، وما فيها من الصور قال: "أولئك إذا مات فيهم


(١) سقطت من "م" و"ش": "له".
(٢) في "م" و"ش": "وقال".
(٣) سورة الأعراف، الآية: ٣٣.
(٤) ما بين القوسين من (المطبوعة) ، وسقطت من "م"و"ش": "قد"
(٥) سقطت من" ش": "الله".
(٦) في "م" و"ش": "مسلم".
(٧) في "م" و"ش": "بها".
(٨) في "م": "ولقد".
(٩) في "ش": "ما صنعوا"، والحديث سبق تخريجه.
(١٠) سقطت من "م" و"ش": "له ... رأتها".

<<  <   >  >>