للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرجل الصالح أو العبد الصالح (١) بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة" (٢) .

فما أعظم ما وقع من الشرك في كثير من هذه الأمة، فقد ربا على شرك أهل الجاهلية، فإن أولئك أقروا بتوحيد الربوبية/ وجحدوا توحيد الإلهية، وهؤلاء صرفوا خصائص الربوبية لغير الله، فالله المستعان. وهذا باب دخل فيه أهل الشرك ما فتحه لهم من ينتسب إلى العلم بحكايات تحكي لا تقوم بها حجة ولا عليها تعويل، وغايتها التحريف التبديل والتهويل والتضليل، وصدف الجهال عن سواء السبيل، حتى وقع الشرك في هذه الأمة جيلاً فجيل، فجادل به من جادل وما حل به من (٣) ماحل، كما (٤) يعلمه الله من هؤلاء الملحدين وأمثالهم. فإن هؤلاء المجادلين الجاحدين المبين قد ما حلوا بقلب الحقائق، حتى جعلوا ما تنزه الله عنه من اتخاذ الشفاء والشركاء [هضماً] (٥) من حق الرسل والأنبياء؛ وهو هضم لربوبية (٦) الله، وسلب لإلهيته (٧) ، وسواء ظن به، وقد نزه نفسه عن ذلك في الآيات المحكمات التي أنزلها (٨) على رسوله الصادق


(١) سقطت من "م" و"ش": "أو العبد الصالح".
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سقطت من (المطبوعة) : "من".
(٤) في جميع النسخ: "كمن"، ولعل ما أثبته أولى.
(٥) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".
(٦) في "ش": "لربوبيته".
(٧) في (الأصل) : "الألهية"، والمثبت من "م" و"ش".
(٨) في "ش" زيادة: "الله".

<<  <   >  >>