للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تزال على الحق إلى قيام الساعة (١) ، فهم أتباع الرسل، وإجماعهم هو الحجة أيضاً وإن كانوا هو الأقلون عدداً، فهم الأعظمون قدراً (٢) عند الله؛ وأما الهمج الرعاع الذين اشتدت بهم غربة الإسلام، الذين وقع فيهم من الشرك ما وقع (٣) ، وإن كانوا الأكثر (٤) عدداً فهم الأقلون قدراً عند الله؛ لظهور الشرك فيهم والبدع؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فطوبى للغرباء (٥) /الذين يصلحون إذا فسد الناس" (٦) ، فسماهم غرباء لقلتهم، وقلة أتباعهم على الحق، كثرة معاديهم، كما قال الشاطبي (٧) .

وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... كقبض على جمر؟ فتنجو من البلاء

فكم من جاهل اغتر بما عليه الهمج الرعاع، وظن أن كثرتهم تدل على صحة ما كانوا عليه من الشرك والبدع على اختلاف آرائهم ومذاهبهم، فالاحتجاج بهم، والاقتداء بهم يشبه ما ذكره الله تعالى (٨) عن المشركين بقولهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُون} (٩) الآيتين.


(١) رَوى هذا جمع من الصحابة منهم ثوبان، بلفظ: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك"، أخرجه مسلم في "الإمارة": (ح/١٩٢٠) .
(٢) سقطت "قدراً" من: (المطبوعة) .
(٣) في (الأصل) زيادة: "منهم"، والمثبت من: "م" و"ش".
(٤) في "م" و"ش": "الأكثرون".
(٥) في "م": "للغربى".
(٦) سبق تخريجه.
(٧) في "م" و"ش": "رحمه الله"، وفي "م" زيادة: "تعالى".
(٨) سقطت "تعالى"من: "ش".
(٩) سورة الزخرف، الآيتان: ٢٢و ٢٣.

<<  <   >  >>