للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعلم يدخل قلب كل موفق ... من غير بواب ولا استئذان

ويرده المحروم من خذلانه ... لا تشقنا اللهم بالخذلان

ولكن هذا العراقي (١) اعتاد لهذه الأمور الشركية التي يجادل عنها، ونشأ عليها، وتمكنت من قلبه فلم يعرف غيرها، كما قال الشاعر:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلباً خالياً فتمكنا

فيأتي (٢) بأدلة يزعم أنها له وهي عليه. من ذلك: استدلاله على جواز

دعاء الأموات والغائبين بقول سليمان عليه السلام (٣) : {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِين} (٤) . فهذا حجة عليه لا له، فإن سليمان عليه السلام ملك نبي (٥) يأمر رعيته بما يقدرون عليه، وهكذا حال الأنبياء (٦) والملوك وغيره، خصوصاً إذا كان مما يحبه الله ويرضاه (٧) ، فهذا مما أوجبه الله تعالى على الراعي لرعيته أن يأمرهم بما ينفعهم وما يتعدى نفعه إلى غيرهم. والرسل عليهم الصلاة والسلام يأمرون الأمم بما أمرهم الله تعالى به، وأوجبه عليهم، وينهونهم عما حرم الله تعالى عليهم من الشرك فما دونه،

(٩ فهذا (٨) الرجل دعى بما علمه الله، والله سبحانه هو المستجيب دعوته٩) (٩) فأين


(١) في هامش النسخة (الأصل) "مطلب في حال العراقي نعوذ بالله من الخذلان".
(٢) في "ش": فأتى".
(٣) "عليه السلام" سقطت من: "م" و"ش".
(٤) سورة النمل، الآية: ٣٨.
(٥) سقطت "نبي" من: (المطبوعة) ، وفي "ش": "نبي ملك".
(٦) سقطت "الأنبياء" من: (المطبوعة) .
(٧) في "م": "ويرضيه".
(٨) في "ش": "وهذا".
(٩) ما بين القوسين من: (المطبوعة) .

<<  <   >  >>