للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس من شأنه النفع، ولا دفع الضر، من نبي أو ولي وغيره على وجه الإمداد منه (١) : إشراك (٢) مع الله؛ إذ لا قادر على الدفع غيره، ولا خير إلا خيره) .

قال: (وأما ما قالوه: إن منهم أبدالاً ونقباء، وأوتاداً ونجباء، وسبعين وسبعة، وأربعين وأربعة، والقطب هو الغوث للناس، فهذا من موضوعات إفكهم، كما ذكره القاضي المحدث في "سراج المريدين"، وابن الجوزي، وابن تيمية) انتهى باختصار.

فرحم الله علماء السنة فلقد كفونا مؤنة كشف ما أورده المشركون من شبهات المبطلين؛ وإلحاد الملحدين، فلله الحمد/ والمنة على عظيم النعمة.

فتبين (٣) لمن له عقل بطلان ما بهرج به هذا العراقي من كرامات الأولياء مستدلاً بذلك على جواز جعلهم لله أنداداً.

ومما يبين ذلك: أنه وقع لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين رضي الله عنه في غزوة خيبر من الكرامات ما لا يقع لغيره، ولما بلغه عن أناس نزلوا بالكوفة أنهم أعتقدوا فيه الألهية خدَّ لهم الأخاديد، وجعل فيها الحطب، وأوقدها بالنار وقذفهم فيها، إعظاماً لهذا الأمر، وهو بالنسبة إلى ما وقع من عباد القبور في هذه الأزمنة وقبلها قليل من كثير.

والكرامة: أمر يجعله الله لا صنع للبشر فيه فالذي أوجد الكرامة لمن شاء من عباده هو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، فإن الكرامة إنما تقع


(١) في جميع النسخ: "منهم"، والمثبت من: مخطوطة "سيف الله ... ".
(٢) في "م" و "ش": "شرك".
(٣) في (المطبوعة) : "فيتبين" وهو تحريف.

<<  <   >  >>