للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لبعض الموحدين المخلصين، بسبب توحيدهم وإخلاصهم لله (١) ، كما قال تعالى في حق المسيح ابن مريم وأمه (٢) والعزير والملائكة، بعد التهديد والوعيد لمن دعاهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَب} (٣) ولهم العجزات العظيمة.

ومن العجب استدلال هؤلاء المشركين بما ظهر من آثار تحقيق التوحيد فيمن (٤) ظهر فيه شيء من ذلك على أن يجعله لله شريكاً في عبادته (٥) ، وقد قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا} (٦) ، وهو صاحب المعجزات صلى الله عليه وسلم، وقد قال لمن قال له: ما شاء الله وشئت: "أجعلتني لله نداً؟ بل ما شاء الله وحده" (٧) .


(١) في "م" و "ش" زيادة "تعالى".
(٢) سقطت من "م": "وأمه".
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٥٧.
(٤) في "م" و "ش": "فمن".
(٥) في "ش": "شريكاً لله".
(٦) سورة الكهف، الآية: ١١٠.
(٧) أخرجه الإمام أحمد: (١/٢١٤، ٢٢٤، ٣٤٧) ، والبخاري في "الأدب المفرد": (٧٨٣) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة": (٩٨٨) ، وابن ماجه في الكفارات، باب النهي أن يقال: "ما شاء الله وشئت": (ح/٢١١٧) ، وابن أبي الدنيا في الصمت: (ح/٣٤٢) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة": (ح/٦٦٦) ، والطبراني: (١٢/٢٤٤) ، والطحاوي في "المشكل": (١/٩٠) ، وأبو نعيم في "الحلية": (٤/٩٩) ، والبيهقي في "الكبرى": (٣/٢١٧) ، وفي "الأسماء والصفات": (١/٢٣٨) ، والخطيب في "تاريخ بغداد": (٨/١٠٤، و١٠٥) كلهم من طريق الأجلح بن عبد الله عن يزيد الأصم عن ابن عباس مرفوعاً.
والأجلح مختلف فيه، قال البوصيري في "الزوائد": (٢/١٣٦) : "هذا إسناد فيه الأجلح بن عبد الله مختلف فيه: ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو داود وابن سعد، ووثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن سفيان وباقي رجال الإسناد ثقات".
وله شاهد بمعناه من حديث الطفيل بن سخبرة أخرجه ابن ماجه في "المصدر السابق": (ح/٢١١٨) ، وأحمد: (٥/٧٢) ، والدارمي: (٢/٢٠٥) ، والطبراني في "الكبير": (ح/٨٢١٤، و٨٢١٥) ، والخطيب في "الموضح": (١/٣٠٣) ، من طرق عن عبد الملك ابن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سخبرة به مرفوعاً، وفيه قصة، وسنده صحيح.
وأخرجه الإمام أحمد: (٥/٣٩٣) ، وابن ماجه في "المصدر السابق": (١/٦٨٥) من طريق سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان به.
وسفيان هنا قد خالف الحفاظ الذين رووا الحديث عن ربعي بن حراش عن الطفيل بن سخبرة، وهم:
١- أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عند ابن ماجه كما في المصدر السابق.
٢- وشعبة بن الحجاج، عند الدارمي، والخطيب في "الموضح" كما في المصدر السابق.
٣- حماد بن سلمة، عند الإمام أحمد، والطبراني: (ح/٨٢١٤) .
٤- زيد بن أبي أبيسة، عند الطبراني: (ح/٨٢١٥) . وهذا وهم من سفيان –رحمه الله – قال ابن حجر في "الفتح": (١١/٥٤٠) : "والصواب في هذا الحديث أنه عن الطفيل أخي عائشة، وإنما وهم سفيان بن عيينة فقال: عن حذيفة".

<<  <   >  >>