للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإفضاله في هذا الشهر لقرب عهده بمخالطة جبريل عليه السلام وكثرة مدارسته له هذا الكتاب الكريم الذي يحث على المكارم والجود ولا شك إن المخالطة تؤثر وتورث أخلاقا من المخالطة كان بعض الشعراء قد امتدح ملكا جوادا فأعطاه جائزة سنية فخرج بها من عنده وفرقها كلها على الناس فأنشد:

لمست بكفي كفه أبتغي الغنا ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي

فبلغ ذلك الملك فأضعف له الجائزة وقد قال بعض الشعراء يمتدح بعض الأجواد ولا يصلح أن يكون ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعود بسط الكف حتى لو أنه ... ثناها لقبض لم تجبه أنامله

تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله

هو البحر من أي النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله

ولو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله

سمع الشبلي قائلا يقول: يا الله يا جواد فتأوه وصاح وقال: كيف يمكنني أن أصف الحق بالجود ومخلوق يقول في شكله فذكر هذه الأبيات ثم بكى وقال: بلى يا جواد فإنك أوجدت تلك الجوارح وبسطت تلك الهمم فأنت الجواد كل الجود فإنهم يعطون عن محدود وعطائك لأحد له ولا صفة فيا جوادا يعلو كل جواد وبه جاد كل من جاد.

وفي تضاعف جوده صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:

منها: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه وفي الترمذي عن أنس مرفوعا: "أفضل الصدقة صدقة رمضان".

ومنها إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم كما أن من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله فقط غزا وفي حديث زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" خرجه الإمام أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه وخرجه الطبراني من حديث عائشة وزاد: "وما عمل الصائم من أعمال البر إلا كان لصاحب الطعام ما دام قوة الطعام فيه" وخرج ابن خزيمة في صحيحه من حديث سلمان مرفوعا حديثا في فضل شهر رمضان وفيه: "وهو شهر المواساة وشهر يزاد فيه في رزق المؤمن من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء" قالوا: يا.

<<  <   >  >>