في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله ثم جهاد في سبيل الله ثم حج مبرور".
هذه الأعمال الثلاثة ترجع في الحقيقة إلى عملين:
أحدهما: الإيمان بالله ورسوله وهو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر كما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بذلك في سؤال جبريل وفي غيره من الأحاديث وقد ذكر الله تعالى الإيمان بهذه الأصول في مواضع كثيرة من كتابه كأول البقرة ووسطها وآخرها.
والعمل الثاني: الجهاد في سبيل الله تعالى وقد جمع الله بين هذين الأصلين في مواضع من كتابه كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}[الصف: ١٠, ١١] الآية وفي قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[الحجرات:١٥] وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه: أن أفضل الأعمال: الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله فالإيمان المجرد يدخل فيه الجوارح عند السلف وأهل الحديث والإيمان المقرون بالعمل يراد به التصديق مع القول وخصوصا إن قرن الإيمان بالله بالإيمان برسوله كما في هذا الحديث فالإيمان القائم بالقلوب أصل كل خير وهو خير ما أوتيه العبد في الدنيا والآخرة وبه يحصل له سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شقاوة الدنيا والآخرة ومتى رسخ الإيمان في القلب انبعثت الجوارح كلها بالأعمال الصالحة واللسان بالكلام الطيب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" ولا صلاح للقلب بدون