أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين يشير إلى أنه حملها على سابعة تبقى وخرجه الثعلبي في تفسيره من طريق الحسن بن عبد الأعلى عن عبد الرزاق بهذا الإسناد وقال: في حديثه ليلة سابعة تبقى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ليلة ثلاث وعشرين" وهذه الألفاظ غير محفوظة في الحديث والله أعلم.
وفي سنن أبي داود بإسناد رجاله كلهم رجال الصحيح عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر ليلة سبع وعشرين وخرجه ابن حبان في صحيحه وصححه ابن عبد البر وله علة وهي وقفه على معاوية وهو أصح عند الإمام أحمد والدارقطني وقد اختلف أيضا عليه في لفظه وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى ليلة القدر؟ فقال:"من يذكر منكم ليلة الصهباوات" قال عبد الله: أنا بأبي أنت وأمي وإن في يدي لتمرات أتسحر بهن مستترا بمؤخرة رحل من الفجر وذلك حين طلع القمر وخرجه يعقوب بن شيبة في مسنده وزاد: وذلك ليلة سبع وعشرين وقال: صالح الإسناد والصهباوات: موضع بقرب خيبر وفي المسند أيضا من وجه آخر عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال: "إن ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان" وإذا حسبنا أول السبع الأواخر ليلة أربع وعشرين كانت ليلة سبع وعشرين نصف السبع لأن قبلها ثلاث ليال وبعدها ثلاث ليال.
ومما يرجح أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين أنها من السبع الأواخر التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسها فيها بالإتفاق وفي دخول الثالثة والعشرين في السبع اختلاف سبق ذكره ولا خلاف أنها آكد من الخامس والعشرين ومما يدل على ذلك أيضا حديث أبي ذر في قيام النبي صلى الله عليه وسلم بهم في أفراد السبع الأواخر وإنه قام بهم في الثالثة والعشرين إلى ثلث الليل وفي الخامسة إلى نصف الليل وفي السابعة إلى آخر الليل حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح وجمع أهله ليلتئذ وجمع الناس وهذا كله يدل على تأكدها على سائر أفراد السبع والعشر.
ومما يدل على ذلك ما استشهد به ابن عباس رضي الله عنه بحضرة عمر رضي الله عنه والصحابة معه واستحسنه عمر رضي الله عنه وقد روي من وجوه متعددة: فروى عبد الرزاق في كتابه عن معمر عن قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس رضي الله عنهما دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر قال ابن عباس: فقلت لعمر رضي الله عنه: إني لأعلم أو