للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خروقه بمخيط الحسنات ثم نقطعه بحسام السيئات القاطع كان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه إذا كان هذا حال المحسنين في عباداتهم فكيف حال المسيئين مثلنا في عباداتهم ارحموا من حسناته كلها سيئات وطاعاته كلها غفلات.

أستغفر الله من صيامي ... طول زماني ومن صلاتي

يوم يرى كله خروق ... وصلاته أيما صلاة

مستيقظ في الدجى ولكن ... أحسن من يقظتي سنأتي

وقريب من هذا أمر النبي عليه السلام لعائشة رضي الله عنها في ليلة القدر بسؤال العفو فإن المؤمن يجتهد في شهر رمضان في صيامه وقيامه فإذا قرب فراغه وصادف ليلة القدر لم يسأل الله تعالى إلا العفو كالمسيء المقصر كان صلة بن أشيم يحي الليل ثم يقول في دعائه عند السحر: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يجترىء أن يسألك الجنة كان مطرف يقول: اللهم ارض عنا فأن لم ترض عنا فاعف عنا قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.

إن كنت لا أصلح للقرب ... فشأنكم عفو عن الذنب

أنفع الاستغفار ما قارنته التوبة وهي حل عقدة الإصرار فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود فصومه عليه مردود وباب القبول عنه مسدود قال كعب: من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان أنه لا يعصي الله دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب ومن صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان عصى ربه فصيامه عليه مردود وخرجه مسلمة بن شبيب.

ولولا التقى ثم النهى خشية الردى ... لعاصيت في وقت الصبا كل واجب

قضى ما قضى فيما مضى ثم لا يرى ... له عودة أخرى لليالي الغوائب

وفي سنن أبي داود وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقولن أحدكم: صمت رمضان كله ولا قمت رمضان كله" قال أبو بكرة: فلا أدري أكره التزكية أم لا بد من غفلة.

أين من كان إذا صام صان الصيام وإذا قام استقام في القيام أحسنوا الإسلام ثم ارحلوا بسلام ما بقي إلا من إذا صام افتخر بصيامه وصال وإذا قام عجب.

<<  <   >  >>