المبارك وقد روي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:"من صام ستة أيام بعد الفطر متتابعة فكأنما صام السنة" خرجه الطبراني وغيره من طرق ضعيفة وروي مرفوعا وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله بمعناه بإسناد ضعيف أيضا.
والثاني: إنه لا فرق بين أن يتابعها أو يفرقها من الشهر كله وهما سواء وهو قول وكيع وأحمد.
والثالث: أنها لا تصام عقب يوم الفطر فإنها أيام أكل وشرب ولكن يصام ثلاثة أيام قبل أيام البيض وأيام البيض أو بعدها وهذا قول معمر وعبد الرزاق وروي عن عطاء حتى روي عنه أنه كره لمن عليه صيام من قضاء رمضان أن يصومه ثم يصله بصيام تطوع وأمر بالفطر بينهما وهو قول شاذ.
وأكثر العلماء على: أنه لا يكره صيام ثاني يوما لفطر وقد دل عليه حديث عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: "إذا أفطرت فصم" وقد ذكرناه في صيام آخر شعبان وقد سرد طائفة من الصحابة والتابعين الصوم إلا يوم الفطر والأضحى وقد روي عن أم سلمة أنها كانت تقول لأهلها من كان عليه رمضان فليصمه الغد من يوم الفطر فمن صام الغد من يوم الفطر فكأنما صام رمضان وفي إسناده ضعف وعن الشعبي قال: لإن أصوم يوما بعد رمضان أحب إلي من أن أصوم الدهر كله ويروى بإسناد ضعيف عن أين عمر مرفوعا: "من صام بعد الفطر يوما فكأنما صام السنة" وبإسناده ضعف عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: "الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار".
وأما صيام شوال كله: ففي حديث رجل من قريش سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام رمضان وشوالا والأربعاء والخميس دخل الجنة" وخرجه الإمام أحمد والنسائي وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث مسلم القرشي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صيام الدهر؟ فقال:"إن لأهلك عليك حقا فصم رمضان والذي يليه وكل أربعة وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت" وخرج ابن ماجه بإسناد منقطع أن أسامة بن زيد كان يصوم الأشهر الحرم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صم شوالا" فترك الأشهر الحرم لم يزل يصوم شوالا حتى مات وخرجه أبو يعلى الموصلي بإسناد متصل عن أسامة قال كنت أصوم شهرا من السنة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "أين أنت من شوال" فكان أسامة إذا أفطر أصبح الغد صائما من شوال حتى يأتي على آخره وصيام شوال كصيام شعبان لأن كلا الشهرين حريم لشهر رمضان وهما يليانه وقد ذكرنا في فضل