ذكر من عجائب الدنيا بأرض عاد عمود من نحاس عليه شجرة من نحاس فإذا كان في الأشهر الحرم قطر منها الماء فملؤوا منه حياضهم وسقوا مواشيهم وزروعهم فإذا ذهبت الأشهر الحرم انقطع الماء.
وذو القعدة من الشهر الحرم بغير خلاف وهو أول الأشهر الحرم المتوالية وهل هو أول الحرم مطلقا أم لا؟ فيه خلاف ذكرناه في وظيفة رجب وهو أيضا من أشهر الحج التي قال الله تعالى فيها:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}[البقرة: ١٩٧] وقيل: إن تحريم ذي القعدة كان في الجاهلية لأجل السير إلى الحج وسمي ذا القعدة لقعودهم فيه عن القتال وتحريم المحرم لرجوع الناس فيه من الحج إلى بلادهم وتحريم ذي الحجة لوقوع حجهم فيه وتحريم رجب كان للإعتمار فيه من البلاد القريبة.
ومن خصائص ذي القعدة أن عمر النبي صلى الله عليه وسلم كلها كانت في ذي القعدة سوى عمرته التي قرنها بحجته مع أنه صلى الله عليه وسلم أحرم بها أيضا في ذي القعدة وفعلها في ذي الحجة مع حجته وكانت عمره صلى الله عليه وسلم أربعا: عمرة الحديبية ولم يتمها بل تحلل منها ورجع وعمرة القضاء من قابل وعمرة الجعرانة عام الفتح لما قسم غنائم حنين وقيل: إنها كانت في آخر شوال والمشهور أنها كانت في ذي القعدة وعليه الجمهور وعمرته في حجة الوداع كما دلت عليه النصوص الصحيحة وعليه جمهور العلماء أيضا.
وقد روي عن طائفة من السلف منهم ابن عمر وعائشة وعطاء تفضيل عمرة ذي القعدة وشوال على رمضان لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة وفي أشهر الحج حيث يجب عليه الهدي إذا حج من عامه لأن الهدي زيادة نسك فيجتمع نسك العمرة مع نسك الهدي ولذي القعدة فضيلة أخرى وهي أنه قد قيل: إنه الثلاثون يوما الذي واعد الله فيه موسى عليه السلام قال ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً}[الأعراف: ١٤٢] قال ذو القعدة {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ}[الأعراف: ١٤٢] قال عشر ذي الحجة.
يا من لا يقلع عن ارتكاب الحرام لا في شهر حلال ولا في شهر حرام يا من هو في الطاعات إلى وراء وفي المعاصي إلى قدام يا من هو في كل يوم من عمره شرا مما كان في قبله من الأيام متى تستفيق من هذا المنام متى تتوب من هذا الإجرام يا من أنذره الشيب بالموت وهو مقيم على الآثام أما كفاك واعظ الشيب مع واعظ القرآن والإسلام الموت خير لك من الحياة على هذه الحال والسلام.