للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عيد النحر أفضل من الصلاة والصدقة الذي في عيد الفطر لهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل شكره لربه على إعطائه الكوثر أن يصلي لربه وينحر وقيل له قل: {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: ١٦٢] ولهذا ورد الأمر بتلاوة هذه الآية عند ذبح الأضاحي والأضاحي سنة إبراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم فإن الله شرعها لإبراهيم حين فدى ولده الذي أمره بذبحه بذبح عظيم وفي حديث زيد بن أرقم قيل: يا رسول الله ما هذه الأضاحي قال: "سنة إبراهيم" قيل له: فما لنا بها؟ قال: "بكل شعرة حسنة" قيل: فالصوف؟ قال: "بكل شعرة من الصوف حسنة" خرجه ابن ماجه وغيره فهذه أعياد المسلمين في الدنيا وكلها عند إكمال طاعة مولاهم الملك الوهاب وحيازتهم لما وعدهم من الأجر والثواب.

مر قوم براهب في دير فقالوا له: متى عيد أهل هذا الدير؟ قال: يوم يغفر لأهله ليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن طاعاته تزيد ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب إنما العيد لمن غفرت له الذنوب في ليلة العيد تفرق خلق العتق والمغفرة على العبيد فمن ناله فمنها شيء فله عيد وإلا فهو مطرود بعيد كان بعض العارفين ينوح على نفسه ليلة العيد بهذه الأبيات:

بحرمة غربتي كم ذا الصدود ... ألا تعطف علي ألا تجود

سرور العيد قد عم النواحي ... وحزني في ازدياد لا يبيد

فإن كنت اقترفت خلال سوء ... فعذري في الهوى أن لا أعود

وأنشد غيره:

للناس عشر وعيد ... ونا فقير وحيد

يا غايتي ومناي ... قد لذ لي ما تريد

وأنشد الشبلي:

ليس عيد المحب قصد المصلى ... وانتظار الأمير والسلطان

إنما العيد أن تكون لدى الحب ... كريما مقربا في أمان

وأنشد:

إذا ما كنت لي عيدا ... فما أصنع بالعيد

جرى حبك في قلبي ... كجري الماء في العود

<<  <   >  >>