وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} [المائدة: ٦] ومن هنا استنبط محمد بن كعب القرظي بأن الوضوء يكفر الذنوب كما وردت السنة بذلك صريحا ويشهد له أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو ويقول: أسألك تمام النعمة فقال له: تمام النعمة النجاة من النار ودخول الجنة فهذه الآية تشهد لما روي في يوم عرفة أنه يوم المغفرة والعتق من النار.
فيوم عرفة له فضائل متعددة.
منها: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة.
ومنها: أنه عيد لأهل الإسلام كما قاله عمر بن الخطاب وابن عباس فإن ابن عباس قال: نزلت في يوم عيدين يوم الجمعة ويوم عرفة وروي عن عمر أنه قال: وكلاهما بحمد الله لنا عيد خرجه ابن جرير في تفسيره ويشهد له حديث عقبة بن عامر المتقدم لكنه عيد لأهل الموقف خاصة ويشرع صيامه لأهل الأمصار عند جمهور العلماء وإن خالف فيه بعض السلف.
ومنها: أنها قد قيل: إنه الشفع الذي أقسم الله به في كتابه وأن الوتر يوم النحر وقد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر خرجه الإمام أحمد والنسائي في تفسيره وقيل: إنه الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}[البروج:٣] وفي المسند عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا: "الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة" وخرجه الترمذي مرفوعا وروي ذلك عن علي من قوله وخرج الطبراني من حديث أبي مالك الأشعري مرفوعا: "الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة" وعلى هذا فإذا وقع يوم عرفة في يوم الجمعة فقد اجتمع في ذلك اليوم شاهد ومشهود.
ومنها: أنه روي أنه أفضل الأيام خرجه ابن حبان في صحيحه من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الأيام يوم عرفة" وذهب إلى ذلك طائفة من العلماء ومنهم من قال: يوم النحر أفضل الأيام لحديث عبد الله بن قرط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم النفر" خرجه الإمام أحمد وأبو دواد والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظه: "أفضل الأيام".
ومنها: أنه روي عن أنس بن مالك أنه قال: كان يقال: يوم عرفة بعشرة آلاف يوم يعني في الفضل وقد ذكرناه في فضل العشر وروي عن عطاء قال: من صام يوم عرفة كان له كأجر ألفي يوم.
ومنها: أنه يوم الحج الأكبر عند جماعة من السلف منهم عمر وغيره.