كان عمر يعس بالمدينة فسمع امرأة غاب عنها زوجها تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فوالله لولا الله لا شيء غيره ... لحرك من هذا السرير جوانبه
ولكن تقوى الله عن ذا تصدني ... وحفظا لبعلي أن تنال مراكبه
فقال لها عمر يرحمك الله ثم بعث إلى زوجها أمره أن يقدم عليها وأمر أن لا يغيب أحد عن امرأته اكثر من أربعة أشهر وعشرا الشيخ قد تركته الذنوب فلا حمد له على تركها كما قيل:
تارك الذنب فتاركته ... بالفعل والشهوة في القلب
فالحمد للذنب على تركه ... لا لك في تركك للذنب
أما تستحي منا لما أعرضت لذات الدنيا عنك فلم يبق لك فيها رغبة وصرت من سقط المتاع لا حاجة لأحد فيك جئت إلى بابنا فقلت: أنا تائب ومع هذا فكل من أوى إلينا آويناه ومن استجار بنا أجرناه ومن تاب إلينا أحببناه: أبشر فربما يكون الشيب شافعا لصاحبه من العقوبات مات شيخ كان مفرطا فرؤي في المنام فقيل له: ما فعل بك قال: قال لي لولا أنك شيخ لعذبتك وقف شيخ بعرفة والناس يضجون بالدعاء وهو ساكت ثم قبض على لحيته وقال: يا رب شيخ يرجو رحمتك.
لما أتونا والشيب شافعهم ... وقد توالى عليهم الخجل
قلنا لسود الصحائف انقلبي ... بيضا فإن الشيوخ قد قبلوا
كان بعض الصالحين يقول:
إن الملوك إذا شابت عبيدهم ... في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خلقي أولى بذاكر ما ... قد شبت في الرق فأعتقني من النار
أيها العاصي ما يقطع من صلاحك الطمع ما نصبنا اليوم شرك المواعظ إلا لتقع إذا خرجت من المجلس وأنت عازم على التوبة قالت لك ملائكة الرحمة: مرحبا وسهلا فإن قال لك رفقاؤك في المعصية: هلم إلينا فقل لهم: كلا ذاك خمر الهوى الذي عهدتموه قد استحال خلا يا من سود كتابه بالسيئات قد آن لك بالتوبة أن تمحو يا سكران القلب بالشهوات أما آن لفؤادك أن يصحو