للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن فضائل يوم عاشوراء:

أنه يوم تاب الله فيه على قوم وقد سبق حديث علي الذي خرجه الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: " إن كنت صائما شهرا بعد رمضان فصم المحرم فإن فيه يوما تاب الله على قوم ويتوب فيه على آخرين" وقد صح من حديث ابن اسحاق عن الأسود بن يزيد قال: سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء: فقال المحرم شهر الله الأصم: فيه يوم تيب فيه على آدم فإن استطعت أن لا يمر بك إلا صمته كذا روي عن شعبة عن أبي اسحاق ورواه اسرائيل عن أبي اسحاق ولفظه قال: "إن قوما أذنبوا فتابوا فيه فتيب عليهم فإن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائم فافعل" ورواه يونس عن أبي اسحاق ولفظه قال: "إن المحرم شهر الله وهو رأس السنة تكتب فيه الكتب ويؤرخ فيه التاريخ وفيه تضرب الورق وفيه يوم تاب فيه قوم فتاب الله عليهم فلا يمر بك إلا صمته" يعني يوم عاشوراء وروى أبو موسى المديني من حديث أبي موسى مرفوعا: "هذا يوم تاب الله فيه على قوم فاجعلوه صلاة وصوما" يعني يوم عاشوراء وقال: حسن غريب وليس كما قال وروى باسناده عن علي قال: يوم عاشوراء هو اليوم الذي تيب فيه على قوم يونس.

وعن ابن عباس قال: هو اليوم الذي تيب فيه على آدم وعن وهب: إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: أن مر قومك يتوبوا إلي في أول عشر المحرم فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إلي حتى أغفر لهم وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن رجل عن عكرمة قال: هو يوم تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء وروى عبد الوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة قال: كنا نتحدث اليوم الذي تيب فيه على آدم يوم عاشوراء وهبط فيه آدم إلى الأرض يوم عاشوراء وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث علي ويتوب فيه على آخرين حث للناس على تجديد التوبة النصوح في يوم عاشوراء وترجيه لقبول التوبة فمن تاب فيه إلى الله عز وجل من ذنوبه تاب الله عليه كما تاب فيه على من قبلهم.

وقد قال الله تعالى عن آدم: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:٣٧] وأخبر عنه وعن زوجه أنهما قالا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: ٢٣] .

كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار كتابا قال فيه: قولوا كما قال أبوكم آدم.

<<  <   >  >>