للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل شيء في الهوى مستحسن ... ما خلا الغدر وإخلاف الوعود

وثالثها: لمن حج إذا استلم الحجر فإنه يجدد البيعة ويلتزم الوفاء بالعهد المتقدم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: ٢٣] الحر الكريم لا ينقض العهد القديم:

أحسبتم أن الليالي غيرت ... عقد الهوى لا كان من يتغير

يفنى الزمان وليس ننسى عهدكم ... وعلى محبتكم أموت وأحشر

إذا دعتك نفسك إلى نقض عهد مولاك فقل لها: معاذ الله: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف: ٢٣] .

اجتاز بعضهم على منظور مشتهى فهمت عينه أن تمتد فصاح:

حلفت بدين الحب لا خنت عهدكم ... وذلك عهد لو عرفت وثيق

تاب بعض من تقدم ثم نقض فهتف به هاتف بالليل:

سأترك ما بيني وبينك واقفا ... فإن عدت عدنا والوداد مقيم

تواصل قوما لا وفاء لعهدهم ... وتترك مثلي والحفاظ قديم

من تكرر منه نقض العهد أيوثق بمعاهدته دخل بعض السلف على مريض مكروب فقال له: عاهد الله على التوبة لعله أن يقيلك صرعتك فقال: كنت كلما مرضت عاهدت الله على التوبة فيقيلني فلما كان هذه المرة ذهبت أعاهد كما كنت أعاهد فهتف بي هاتف من ناحية البيت: قد أقلناك مرارا فوجدناك كذابا ثم مات عن قريب لا كان من نقض العهد من كان ما ينقض العهد إلا خوان:

ترى الحي الالى باتوا ... على العهد كما كانوا

أم الدهر بهم خاننا ... ودهر المرء خوان

إذا عز بغير الله ... يوما معشر هانوا

من رجع من الحج فليحافظ على ما عاهد الله عليه عند استلام الحجر حج بعض من تقدم فبات بمكة مع قوم فدعته نفسه إلى معصية فسمع هاتفا يقول: ويلك ألم تحج فعصمه الله من ذلك قبيح بمن كمل القيام بمباني الإسلام الخمس أن يشرع في نقض ما يبني بالمعاصي في حديث مرسل خرجه ابن أبي.

<<  <   >  >>