للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أمتنا على مفترق الطرق]

١- إن أمتنا اليوم على مفترق طرق شتى، تتربص بها قوى الشر في كل منعطف وزاوية، تحاول -كما حاولت من قبل- أن تقوض رسالتها، وتطوي رايتها، وتطفئ مشاعلها، بوسائل لم يختلف الحديث منها كثيرًا عن القديم، وإن كان أقسى ما نواجهه منها أنها استطاعت أن تحتل بعض المواقع الرئيسية في الحصن الشامخ؛ لتتابع منها حربها الضارية وهدفها الرهيب.. وإن وعي أمتنا لهذه الحقيقة، وإدراكها لطبيعة المعركة؛ يحتم عليها أن تكون أكثر إصرارًا على سلوك سبيل الإسلام وحده في التربية والتشريع والحكم، وأقوى اعتصامًا بحبل الله، وأوفى اتباعًا لهداه، في بناء الفرد وإنشاء المجتمع بلبنات الفكر والثقافة والاقتصاد والخلق والتوجيه..

{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ٢.

٢- ولا بد للمسلم في عصرنا الحاضر الذي ازدحمت فيه التيارات الفكرية، والنظم الاجتماعية، من أن يعرف طريقه ويحدد وجهته، ويدرك ما يحيط به من اتجاهات؛ لتكون خطاه في هذه الحياة على أقوم السبل، وأوضح المناهج، وينأى في رحلة العمر عن العبث والضياع، وحتى لا يضطر -وقد قطع في سيره التائه أشواطًا- أن يعود القههرى، وينقض


٢ المائدة: ١٥-١٦

<<  <   >  >>