للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إلى قوله:

{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ , فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: ٨٨، ٨٩] ... السورة.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ بالله من عذاب القبر وأمر أمته بذلك٨١. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث البراء بن عازب المشهور في قصة فتنة القبر قال في المؤمن: "فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من ريحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره" وقال في الكافر: "فينادي منادٍ من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا من النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه". الحديث رواه أحمد وأبوداود٨٢. وقد اتفق السلف وأهل السنة على إثبات عذاب القبر ونعيمه ذكره ابن القيم في كتاب الروح، وأنكر الملاحدة عذاب القبر متعللين بأننا لو نبشنا القبر لوجدناه كما هو ونرد عليهم بأمرين:

١- دلالة الكتاب والسنة وإجماع السلف على ذلك.

٢- أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا فليس العذاب أو النعيم في القبر كالمحسوس في الدنيا.


٨١ مسلم: كتاب المساجد: باب ما يستعاذ منه في الصلاة "٥٩٠" "١٣٤" من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر ... "الحديث.
وفي الباب عن عائشة: عند البخاري "١٠٤٩" ومسلم "٩٠٣" "٨".
وعن أبي هريرة: عند مسلم "٥٨٨" "١٣٠".
وزيد بن ثابت: عند مسلم "٢٨٦٧" "٦٧".
٨٢ حديث صحيح: أخرجه أحمد في المسند "٢٨٧/٤، ٢٨٨، ٢٩٥، ٢٩٦" وأبو داود "٤٧٥٣". وقد ساقه الألباني -حفظه الله- سياقًا واحدًا ضامًّا إليه جميع الزوائد والفوائد التي وردت في شيء من طرقة الثابتة فليراجع.
قال الحافظ في الفتح "٢٨٢/٣": وهو أتمُّ الأحاديث سياقًا. أ. هـ.

<<  <   >  >>