للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وما دونهم مُقصِّر، لقد قصَّر عنهم قوم فجفوا، وتجاوزهم آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم ١١.

[٩] وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي رضي الله عنه: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول١٢.


١١ الأثر أورده ابن قدامة في كتابه البرهان في بيان القرآن ص "٨٨، ٨٩" من قول عبد العزيز بن أبي الماجشون ثم قال: "وروي معناه عن عمر بن عبد العزيز".
وقد أورده الحافظ ابن الجوزي في مناقب عمر بن عبد العزيز ص "٨٣، ٨٤"، وأورد الحافظ ابن رجب طرفا منه مع اختلاف يسير في رسالته فضل علم السلف ص "٣٦" وهي قوله: "إن السابقين عن علم وقفوا، وببصر ناقد كفوا، وكانوا هم أقوى على البحث لو بحثوا" أ. هـ يشير بهذا إلى أن سكوتهم كان عن علم وخشية وليس سكوت عجز وعي، وأن توسع من توسع بعدهم لا يدل على أنهم أعلم منهم. وراجع في هذا المعنى فضل علم السلف ص "٣٦: ٤١".
*كفوا: امتنعوا. بالفضل: بالزيادة. محسر: من الحسر وهو التعب والإعياء. جفوا: من الجفاء وهو التباعد. غلوا: الغلو هو تجاوز الحد.
١٢ أثر صحيح: أخرجه الخطيب في شرف أصحاب الحديث ص "٧" والآجرى في الشريعة ص "٥٨" وعنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله "١١٤/٢" من طريق العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال: "أخبرني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: فذكره".
وهذا إسناد صحيح. وأما قول الحافظ في التقريب "٣٩٩/١" عن العباس بن الوليد أنه صدوق فمتعقب، فقد وثقه ابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان وغيرهم كما في التهذيب "١١٥/٥، ١١٦" والجرح والتعديل "٢١٦/٢" وطبقات الحنابلة "٢٣٥/١".
والأثر أورده الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء "١٢٠/٧" وفي العلو للعلي الغفار وصحح الألباني إسناده في مختصره للعلو ص "١٣٨".

<<  <   >  >>