للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

... الشرح....

الصفة السابعة: الغضب: الغضب من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف.

قال الله تعالى فيمن قتل مؤمنا متعمدا: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} [النساء: ٩٣] .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب كتابا عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي" متفق عليه٢٠.

وأجمع السلف على ثبوت الغضب لله فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهو غضب حقيقي يليق بالله.

وفسره أهل التعطيل بالانتقام ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة وبوجه رابع أن الله تعالى غاير بين الغضب والانتقام فقال تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا} [الزخرف: ٥٥] .

أي: أغضبونا.

{انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥] .

فجعل الانتقام نتيجة للغضب فدل على أنه غيره.

وقوله تعالى: {اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ} [محمد: ٢٨] .


٢٠ البخاري: كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ , فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: ٢١-٢٢] "٧٥٥٤". ومسلم: كتاب التوبة: باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه "٢٧٥١" "١٤" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>