للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبوجه سادس: وهو دلالة الفطرة عليه؛ لأن الخلق مفطورون على أن الله في السماء.

معنى كون الله في السماء:

المعنى الصحيح لكون الله في السماء أن الله تعالى على السماء ففي بمعنى على وليست للظرفيه؛ لأن السماء لا تحيط بالله أو أنه في العلو فالسماء بمعنى العلو وليس المراد بها السماء المبنية.

تنبيه: ذكر المؤلف -رحمه الله- أنه نقل عن بعض الكتب المتقدمة أن من علامات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أنهم يسجدون بالأرض ويزعمون أن إلههم في السماء وهذا النقل غير صحيح؛ لأنه لا سند له ٣٣ ولأن الإيمان بعلو الله والسجود له لا يختصان بهذه الأمة، وما لا يختص لا يصح أن يكون علامة، ولأن التعبير بالزعم في هذا الأمر ليس بمدح؛ لأن أكثر ما يأتي الزعم فيما يشك فيه.

[٢٠] سئل الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- فقيل: يا أبا عبد الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] .


٣٣ ورد ذلك ضمن أثر أخرجه ابن قدامة في العلو "٢١" بإسناده إلى عدي بن عميرة بن فروة المعبدي، والقصة في الإصابة "٤٧٠/٢" في ترجمة عدي بن عميرة وذكرها الذهبي في العلو ص "٢٥" وقال: هذا حديث غريب.

<<  <   >  >>