للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم بالوحي" أخرجه ابن خزيمة وابن جرير وابن أبي حاتم٣٥.

وأجمع السلف على ثبوت الكلام لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهو كلام حقيقي يليق بالله يتعلق بمشيئته بحروف وأصوات مسموعة.

والدليل على أنه بمشيئته قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: ١٤٣] .

فالتكليم حصل بعد مجيء موسى فدل على أنه متعلق بمشيئته تعالى.

المخالفون لأهل السنة في كلام الله تعالى٣٦:

خالف أهل السنة في كلام الله طوائف نذكر منهم طائفتين:

الطائفة الأولى: الجهمية، قالوا ليس الكلام من صفات الله وإنما هو خلق من مخلوقات الله يخلقه الله في الهواء أو في المحل الذي يسمع منه وإضافته إلى الله إضافة خلق أو تشريف مثل: ناقة الله وبيت الله. ونرد عليهم بما يلي:

١- إنه خلاف إجماع السلف.

٢- خلاف المعقول؛ لأن الكلام صفة للمتكلم وليس شيئا قائما بنفسه منفصلا عن المتكلم.


٣٥ سيأتي تخريجه ص "٧٦".
٣٦ راجع: فصل: كشف تلبيس الجهمية المعتزلة في كلام الله تعالى، وفصل: كشف تلبيس الأشعرية في إثبات صفة الكلام لله تعالى.
من كتاب العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية لأخينا الفاضل عبد الله بن يوسف الجديع -كرمه الله- فقد أجاد فيه وأفاد.

<<  <   >  >>