للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مخلوقة، وكلام الله –تعالى- واحد، وإنما جاء بلفظ الجمع على معنى التفخيم والتعظيم.

وهذه الآيات والأحاديث صريحة في أن المسموع كلام الله، وأنه قديم، والقول هو الكلام، قال الله عز وجل {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} ١ وقال: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} ٢ وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} ٣ وقال: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} ٤ وقال: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ٥ وقال: {قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ} ٦ فأثبت الله -جل ثناؤه- لنفسه صفة القول في هذه الآيات.

وروى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجَّد من الليل قال: اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمت وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت" ٧.

وقد قال –تعالى-: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} ٨ فوصف نفسه بالتكليم، ووكده بالتكرار فقال: {تكليما} . وقال –تعالى-: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} ٩ وذكر في غير آية من كتابه ما كلَّم به موسى -عليه السلام- فقال: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} ١٠ إلى قوله: {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} ١١ وقال: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ١٢ فهذا كلام سمعه موسى من ربه بلا ترجمان كان بينه وبينه، فدعاه إلى وحدانيته، وأمره بعبادته، وإقامة الصلاة لذكره، وأخبر أنه اصطنعه لنفسه، واصطفاه برسالاته وبكلامه.

وروى البخاري عن أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "احتجَّ آدم وموسى،


١ سورة يس آية: ٧.
٢ سورة ق آية: ٢٩.
٣ سورة النساء آية: ١٢٢.
٤ سورة النساء آية: ٨٧.
٥ سورة يس آية: ٥٨.
٦ سورة ص آية: ٨٤.
٧ البخاري: الجمعة "١١٢٠" , ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها "٧٦٩" , والترمذي: الدعوات "٣٤١٨" , والنسائي: قيام الليل وتطوع النهار "١٦١٩" , وأبو داود: الصلاة "٧٧١" , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها "١٣٥٥" , وأحمد "١/٢٩٨ ,١/٣٠٨ ,١/٣٥٨" , ومالك: النداء للصلاة "٥٠٠" , والدارمي: الصلاة "١٤٨٦".
٨ سورة النساء آية: ١٦٤.
٩ سورة الأعراف آية: ١٤٣.
١٠ سورة البقرة آية: ٢٥٣.
١١ سورة طه آية: ٤١.
١٢ سورة الأعراف آية: ١٤٤.

<<  <   >  >>