للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأطرق مالك، وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه، فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ١ كما وصف نفسه، ولا يقال: كيف؟ وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه، فَأُخْرِجَ الرجل.

وفي رواية يحيى قال: كنا عند مالك بن أنس، فجاء رجل، فقال: يا أبا عبد الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ٢ كيف استواؤه؟ فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا.

ما ورد في القرآن والأحاديث في صفة وجه الله الكريم

وقال –تعالى-: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} ٣ وقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} ٤ وقال: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} وقال: {نَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} ٥ وقال: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} ٦ وقال: {إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى} ٧ وقال: {يُرِيدُونَ وَجْهَه} ٨.

وروى البخاري عن جابر بن عبد الله قال: "لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} قال: أعوذ بوجهك "أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض" قال: هاتان أهون وأيسر" ٩.

وروى البخاري عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وأن ينظروا إلى وجه ربهم عزوجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" ١٠.

وروى البخاري عن عتبان بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حرَّم الله على النار أن تأكل مَنْ قال: لا إله إلا الله. يبتغي بها وجه الله" ١١.

وروى مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة نفر، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك، لا يجترئون علينا، وكنت وعبد الله بن مسعود –أظنه قال: وبلال ورجل من هذيل، ورجلان قد نسيت اسمهما- فوقع


١ سورة طه آية: ٥.
٢ سورة طه آية: ٥.
٣ سورة القصص آية: ٨٨.
٤ سورة الرحمن آية: ٢٧.
٥ سورة الإنسان آية: ٩.
٦ سورة الرعد آية: ٢٢.
٧ سورة الليل آية: ٢٠.
٨ سورة الأنعام آية: ٥٢.
٩ البخاري: تفسير القرآن "٤٦٢٨" , والترمذي: تفسير القرآن "٣٠٦٥" , وأحمد "٣/٣٠٩".
١٠ البخاري: تفسير القرآن "٤٨٧٨" , ومسلم: الإيمان "١٨٠" , وأحمد "٤/٤١٦" , والدارمي: الرقاق "٢٨٢٢".
١١ البخاري: الصلاة "٤٢٥" , ومسلم: الإيمان "٣٣".

<<  <   >  >>