للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله عزك - من أصفهان، وعادة الله عندي جميلة، والحمد لله رب العالمين، ولم تتأخر كتبي عنك - جعلني الله فداءك - مع ما ألزمه نفسي من الحقوق المعترضة للمتقدمين في المنزلة المرعية بين المتخالصين في المودة، لا إغفالاً للحق، ولا إضاعة للحظ، لكن عرضت لي أحوال وأشغال وأسفار ورجوت أن تزيل عني الاستزادة تمحل لي عذراً كعذرك في تأخر كتبك فتقع متاركة أو مسامحة، ثم جرت خطوب تكشفت عما ساءني منك، وخفت أن يغني العتاب من إعتابك في سورتك، فأمهلت توقعاً إلى الغاية، ومؤملاً منك عند بلوغها حسن المراجعة، وأن تتأمل فتعلم أني ما حلت عن عهدك، ولا زلت عن ودك، ولا جنيت بيد ولا لسان عليك فتتوكل لي على نفسك، وتتعطف بجميل أخلاقك، وترعى مني ما يرعاه الحر من صديقه، وتبقي علي مما أجريت إليه، فاستمر بك اللجاج ووصلت ما أتيته في أمر فلان بإدامة النبو عني، والوضع مني، وجعلت ذكري باللقب دون الاسم، وبالاسم دون الكنية، وبالكنية دون الدعاء، وما هكذا أفعل عند ذكرك، ولا أخللت بما يجب علي من عظيمك ووصف فضلك ومحاسنك، ولولا الرغبة فيك، والضن بك لوجدت عن هذا القول مذهباً ومنتدحاً، ولكني ملكتك مني رق المودة فقل صبري على سوء

<<  <   >  >>