للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القاسم بن محمد الكرخي: لو كنت أعلم أنك تعتب إذا عاتبت لشدوت من ذلك في مذهب لا أبلغ بك فيه القصوى، ولا أقتصر منه على الأدنى، ولا أخليك من الاستزاده في غير شكوى، والتعريف في غير تعنيف، والاحتجاج في غير تبكيت ولا توقيف، ولكن شر القول ما لم يسمع، ولم يكن لقائله فيه منتفع، وأشبه البر بالعقوق ما استكرهت عليه النفوس، ولم يكن له باعث من النية والضمير:

وليس بمغن في المودة شافع ... إذا لم يكن بين الضلوع شفيع

وما آمن أن أكون قد عزرت بمن كتبت له إليك فإن كنت قد حلت عن كل جهة فهنيئاً لك سوء العهد.

وله: الكتب تحيي ما أمات الفراق، وتجدد من عهد المودة ما أخلقه الزمان، وقد انقطعت بيننا انقطاعاً كاد يعرض الشك معه في اليقين المعتمد عليه، والصحيح الموثوق به من إخائك، على أني لا أصرف شيئاً من العتاب إليك غلآ عدت على نفسي بأمثاله لك، واستوفيت عليها استيفاء غير مسامح لها في المعذرة، ولا معذر ي المعاتبة، فإن الحقوق بيننا توجب من التواصل ما نحن على ضده في ظاهر التعامل، فأما ما تنطوي عليه النيات وداً وإخلاصاً فأرجو أن أكون فيه على منزلة تعجز المجتهد، ون تكون على مثلها، وذلك هو الغرض المقصود، والمغزى المأمول، فغن الواصل بنية وإن انقطعت كتبه واصل، والواصل بنفسه إذا مذق وده اقطع.

كاتب: أنت - أعزك الله - واجد عندي مودة غير مدخولة، وعشرة

<<  <   >  >>