للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل هو أخف شيء عليهم لو أرادوه، وكذا من بعدهم من السلف لم يرد عنهم الأمر بهذا ولا الحض عليه، وما ذاك إلا لاتباعهم من مضى ولو لم يكن إلا أن العلماء سكتوا عنه ولم يفعلوه لكان من حق العاقل ألا يفعله، فكيف وهم أنكروه ونهوا عنه؟ قال مالك فيمن يقرأ القرآن بالألحان ويعلم ذلك الجواري كالغناء: " ما هكذا كان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقرأ القرآن». فجعل حجته أنه لم يفعله من مضى بعده بدعة، وأيضًا فإظهار هذه المعاني من نوافل الخير، ولا تخلص النية فيها ويقصد المباهاة والرياء وابتغاء عرض الدنيا، وهو خلاف الشرع: وقد أمر الشرع بإظهار صلوات الفرض وإخفاء النوافل، لأن قوادح النوافل في النيات تطرق أكثر منها في الفرائض لاجتماع الناس عليها. وكذا تكلم العلماء في إظهار الزكاة - وهي فرض - وإخفائها، لقوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} [البقرة: ٢٧١] الآية. وفي الصحيح ما يقتضي منع الصوت بمثل هذا: «إِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ» الحديث. وإنما أبيح في حضور الرباط حين العسس من رفع

<<  <   >  >>