للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التكبير أو غيره من الذكر لما فيه من المصلحة لإشعار من يريد اغتيال الحُصن أنهم حذرون مستعدون لدفاعه، وأما الاجتماع والتلحين في الأسواق والمجازر فلا مصلحة فيه ولا ضرورة تدعو إليه مع ما فيه من استهجان ذكر الله في المواضع المحتقرة الخسيسة، ولهذا نهى عن قراءة القرآن والإكثار منه في الأسواق احترامًا له، ولذلك قيل لابن القاسم في الباعة إذا أخذت شيئًا صَلَّتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: «لَيْسَ هُوَ مَوْضِعُ صَلاَةٍ. وَيَكْفِيكَ بِرَدِّهِمْ الاِتِّبَاعَ لِمَنْ سَبَقَ مِنَ النَّاسِ» (١).

وعن الشيخ أبي بكر المالكي (٢) وقد شاهدنا من


(١) " المعيار " للونشريسي، طبعة فاس: ج ١٢ ص ٢٤٤.
(٢) أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بالمالكي - هو وأبوه من قبله من كبار رواة العلم والتاريخ بإفريقية، وكان أبو بكر هذا ممن بقي من العلماء بعد خراب القيروان على يد الأعراب الهلاليين - سنة ٤٤٧ هـ - وهو من شيوخ الإمام المازري - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -، وتوفي سنة ٤٧٤ هـ، وله كتاب حافل في تراجم علماء إفريقية وصلحائها معنون باسم " رياض النفوس " منه نسخة كاملة بمكتبة الشعب بباريس، واختصاره في دار الكتب المصرية وبمكتبة شيخ الإسلام عارف أفندي بالمدينة المنورة وبمكتبتي الخصوصية (وترجمة المالكي بـ " المدارك " لعياض - خط - وبـ " معالم الإيمان ": ج ٣ ص ٢١٧) وطبع منه الجزء الأول بعناية الأستاذ حسين مؤنس في مصر سنة ١٩٥١ م.

<<  <   >  >>