الحمد لله تعالى؛ ابتدأ بالنَّعْماء .. وأعطى لغير جزاء .. والصَّلاة والسَّلام على النَّبي صاحب الحُجَّة الغَرَّاء .. وعلى آله وأصحابه الهُداة الأتقياء. وبعد:
أيها العاقل! ما قولك في رجل مرَّ في طريق؛ فأبصر أزهارًا ناضرة .. فوَّاحة الأريج .. وإلى جنبها شوك عنيد؛ فأعرض عن الأزهار .. ومدَّ يده إلى الشوك؛ فما ردَّها إلاَّ حرارة وخَزه؟ ! !
أليس عجيبًا أمر هذا الرجل؟ !
ذلك مثل المذنب الذي أعرض عن برد الطاعات ونضارها .. وأقبل على أوحال الذنوب ودنسها!
حقًا! بئسما اختار!
* أيها المذنب! المعصية حظ الشيطان!
يا من اخترت العصيان على طاعة الرحمن .. أما علمت أن المعصية حظ الشيطان؟ !
كم يفرح الشيطان - أيها المسكين - إذا رآك على العصيان .. آبقًا من الرحمن!
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«اثنتان من الشيطان، واثنتان من الله تعالى، ثم قرأ هذه الآية:{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}، {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا}، قال: يعني يأمركم بالطاعة والصدقة؛ لتنالوا مغفرته وفضله {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؛ يعني: واسع الفضل، عليم بثواب من يتصدق».