قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ على أموالهم وأنفسهم، والمسلم مَنْ سَلِمَ النَّاسُ من لسَانه ويده، والمجاهد مَنْ جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر منْ هَجَرَ الخطايا والذنوب! »[رواه أحمد وغيره/ السلسلة الصحيحة: ٥٤٩].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:«فيؤمر بجهادها، كما يؤمر بجهاد من يأمر بالمعاصي ويدعو إليها، وهو إلى جهاد نفسه أحوج؛ فإن هذا فرض عين، وذاك فرض كفاية، والصبر في هذا من أفضل الأعمال؛ فإن هذا الجهاد حقيقة ذلك الجهاد؛ فمن صبر عليه صبر على ذلك الجهاد».
أيها المذنب! فأيهما تختار: النصر .. أم الهزيمة؟ !
وقد علمت المنتصر من المهزوم .. وأنهما طريقان .. فاحرص أن تكون ممن انتصر على النفس وشهواتها ..
واعلم - أيها المسكين - أن ركوب الذنب نزول عن درجة الصابرين .. وهم الذين وعدهم الله تعالى بالثواب العظيم!
عن أبي سليمان الداراني في قوله تعالى:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}، قال: صبروا عن الشهوات».
وقال أبو سليمان الداراني أيضًا:«أفضل الأعمال خلاف الهوى».
* أيها المذنب! لقد اخترت ظلام الذنب على نور الطاعة!
نعم .. إن العاصي اختار أوكس نصيب .. وأخسر صفقة!
فبينما أهل الطاعات يتقلبون في لذاذة الطاعات .. ترى أهل الذنوب غادين ورائحين في ظلام المعاصي!