للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبينما يقبس أهل الطاعات من أنوار الهُدى .. ترى أهل المعاصي يتخبطون في دياجير الذنوب!

قال ابن القيم: «ولا تظن أن قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} مختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة، وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من برِّ القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى، ومحبته، والعمل على موافقته؟ ! وهل العيش في الحقيقة إلاَّ عيش القلب السليم»؟ !

أيها المذنب! إن للطاعات لذَّة يذوقها من اعتادها .. وقد عرف الصالحون هذه اللذة .. فكانت أشهى عندهم من كل مُشْتَهَى!

عن أحمد بن أبي الحواري، قال: «سمعت أبا سليمان الداراني يقول: لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره حتى يخرج من الدنيا إلا على ما فاته من لذة طاعة الله عز وجل فيما مضى من عمره، لكان ينبغي له أن يُبْكِيَهُ ذلك حتى يخرج من الدنيا! فقلت: يا أبا سليمان، إنما يبكي على لذة ما مضى من وجد الإيمان. فقال: صدقت».

قال: «وسمعته يقول: أهل الطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، وربما استقبلني الفرح في جوف الليل، وربما رأيت القلب يضحك ضحكًا»!

أيها المذنب! والطاعة أُنْس ... وسرور .. وراحة .. والذنب وَحْشَة .. وشفاء!

فهل يسرك أن تختار الوَحْشَة على الأُنس .. والنَّصب على الراحة؟ !

<<  <   >  >>